وكانت أوروبا قد صنعت كل هذه الآلات ذات ستة أوتار أو خمسه مشدودة في مستوى
واحد ,وبعد أن عاشت الفيولا في هذا الشكل ذات خمسه أو ستة أوتار أكثر من قرنين عدل
الأوربيون عن ذلك ورجعو إلي فتره العرب في وجوب عدم زيادة أوتار تلك الآلات علي
أربعه كما الحال في الرباب العربي ,وتطورت الفيولا في منتصف القرن السابع عشر
,وصنعت اله من نوعها اصغر منها قليلا مشدود عليها أربعه أوتار فقط أطلق عليها اسم
فيولينيو (ايطالي) أو فيولون (فرنسي) أو الفيولينه (انجليزي) ,وهذه المسميات كلها
مدلولها (مصغر فيولا) ,وتلك الاله هي ما نسميه ألان اله ( الكمان) أو( الفيولينه )
وما يزال بعض بلاد المغرب العربي يستعملون تلك الآلة ألحديثه استعمال الرباب
القديم.
مكانه آلة الكمان ومنزلتها
تعد هذه الآلة من أكثر
الآلات الوترية تعبيراً لأن بإمكانها تجسيد كل التعابير الإنسانية (و يرى البعض
أنها تعبر عن أرق المشاعر والأحاسيس حتى أقوى الانفعالات كالغضب واليأس) ؛ وذلك
بسبب تعدد تقنيات العزف عليها، مما يعطيها قوة تعبير خارقة. وقد لاقـت آلة الكمان
رواجاً عظيماً لدى كل الشعوب لا سيما بعد أن منحها الموسيقار الإيطالي منتفيردي
السيادة على آلات الاوركسترا في الأوبرات وغيرها، وأصبحت الفرق الموسيقية تعتمد
عليها، حتى بات عدد آلات الكمان (ورفيقاتها) في الفرق السيمفونيه يبلغ نحو نصف
المجموع الكلي للآلات جميعها وأصبح الرباعي الوتري في موسيقى ألحجره يعتمد على
أسرة هذه الآلة، كما أن للكمان رصيداً هائلاً عبرا لتاريخ من المؤلفات العظيمة
الخالدة، فقلّما نجد مؤلّفاً موسيقياً عظيماً لم يكتب أعمالاً لهذه الآلة أو
أسرتها باخ ،بيتهوفن، وتشارك أسرة الكمان في كل السمفونيات كونها عنصراً أساسياً في
الاوركسترات السمفونية.
وصف آلة الكمان
تتألف آلة الكمان كسائر آلات الرباعي الوتري من صندوق صوتي (صندوق رنان) ومن
ذراع وأربعه أوتار وقوس, وجسم الاله الأصلي يتألف من79 قطعه يجب دائما على الفنان
صنعها أن يجمعها معا بكل دقه.يتكون الصندوق الصوتي من (المنضدة الهارمونيه) ومن
ظهر الصندوق ومن حافات خشبية تحيط بها , ووجه الصندوق (المنضدة) من خشب الموسكي ,
والظهر من نوع خفيف من الخشب الصلب وفيه انحناء بسيط من جانب الآلة على شكل حرف
cلكي يسمح
بمرور القوس على الأوتار.
وتتألف المنضدة من جزئين وهي منتفخة في وسطها ومثقوبة بثقبين رنانين ع شكل حرف
f
. أما الظهر محدب الشكل قليلا.
والعمود هو الجزء أساسي من أجزاء اله الكمان عبارة عن قطعه صغيره من الخشب
اسطوانية الشكل ,وهذا العمود يمنع انهيار المنضدة من جهة ومن جهة أخرى يعمل على
تقويه الرنين بين المنضدة وظهر الفيولينيه بنقله اهتزازاتهما الصوتية معا ,وتثبيت
هذا العمود من العمليات الدقيقة التي متى اصابت النجاح تعمل على تحسين
صفات الاله.
والذراع مصنوعة من خشب خفيف ومتين وتنتهي بحليه منحوتة على شكل حلزوني
والأوتار الاربعه تشد على لوحتها المثلثة الشكل وتضبط على بعد الدرجة الخامسة
وتمدد حتى الجزء الأسفل للصندوق الصوتي بواسطة مفاتيح الشد الخشبية وتمر الأوتار
بالفرس التي صنعت من خشب مفرغ بالقدر الذي يسمح بانتظام اهتزازات الرنين. كما إنها
مقوسه قليلا لكي تسمح بالأداء البوليفوني على أكثر من وتر وهي متينة لكي تتحمل ضغط
الشد القوى للأوتار
وينظم وضع الأوتار لوحه أخرى من خشب الأبنوس وملاصقه بالطرف الأعلى الذرع بحيث
تسهل عمليه لف الأوتار حول المفاتيح الخشبية لشدها الموجودة على جانبي رأس
الذراع وعندما يضغط العازف بإصبعه على الوتر يصادف في لمسه خشبه الأبنوس
التي تغطي جزء الذراع
ومنذ زمن بعيد موضوع طلاء الكمان يتشاحن عليه الناس بقسوة فبالتأكيد أن
طلاء يحفظ الخشب ويحميه من التلف وليس له اثر أساسي في رنين الاله كما يعتقدون
أما قوس الاله الكمان فيلزم أن تكون خفيفة في وزنها(من 50الى 60 جراما) وان
يكون طولها معينا75سم. وهي تصنع من خشب من وقوي ,أما الشعر المشدود عليها بانتظام
فهو من شعر الخيل.
ويوجد قطعه أخرى من كماليه اله الكمان وهي قطعه خشب أو مخدة ,تساعد على وضع
الذقن فوق الاله وتسهل حملها . ثم هناك كاتم الرنين الذي يعمل علي كتم صوت
الاله عند العزف
___________________________________________________
ينشار ماكس –
تمهيد للفن والموسيقى – ترجمه محمد رشاد بدران - دار نهضة مصر للطبع والنشر
الفجاله-القاهرة سنه 1973- ص30.
24
قواعد تحريك القوس ودفعه وأساليب العمل فيه
:
أهم ما يجب الالتفات عليه في عمليه استعمال القوس هي ثلاث أشياء
هي القوس ومنتصفه وطرفه كما أن للقوس أماكن لقوه العزف وأماكن لضعفه فمكان
القوه منه تكون من أوله من جهة المقبض ومنتصفه ومن هناك تضعف القوه رويدا رويدا
حتى طرف القوس , أما قوه القوس العظمي فتكون في منتصفه.
وللقوس نظام في دقه إمساكه وسيره على الأوتار ,فمن الاخطا التي يصعب تصحيحها
إذا اعتاد الطالب عليها لذلك يجب مراعاة سير القوس مجذوبا أو مدفوعا سريعا أو
بطيئا,كما يجب على العازف المبتدئ أن يعزف المواضع الحقيقية لكل حركه قوسيه ولكل
شكل من هذه الأشكال.
إمكانيات الآلة وطابعها الصوتي:
تنفرد الفيولينه بمكانه أولى بين آلات الاوركسترا, بسبب تنوع طبقاتها الصوتية
المختلفة وأفاق مجالها المفتوح جدا وامكانياتها العديدة.
في الطبقة الغليظة نجد طابعها الصوتي قويا ويشتمل على الحرارة النابضة
وفي الطبقة المتوسطة يمكن أن يكون ناعما يدغدغ الأذن بنبرات عجيبة في سحرها
وفي المنطقة الحادة يخف صوتها ويصبح ذا شفافية جميله
وبفضل حركات الأداء بالقوس يمكن الحصول على تأثيرات عديدة. فالحركات الطويلة
بالقوس توحي إلي القوه والصلابة
والعزف البوليفوني الذي يحصل عليه العازف بمروره بالقوس على وترين في أن
واحد أو على الأوتار الاربعه بجره واحده سريعة من القوس
والأداء (بيدزيكاتو) أي بغمز الأوتار بالأصابع وبلا قوس ,يكون فيه الصوت أما
بصوره الكلام أو نشيطا أو غامضا
والأصوات الهارمونيه والتي تحدث بلمس الوتر برفق في المواضع العادية الأنغام
تكون ذات صفير خفيف ,وقد استعملها الموسيقيون لأحداث أثار خاصة
واستعمال (كاتم الرنين) هو عبارة عن مشط صغير من الخشب أو العاج أو المعدن
يوضع فوق الفرس يوقف رنين الصندوق الصوتي فتخف قوه الآلة كثيرا
ومنذ ظهورها وهي لم تتوقف عن كونها اله الأداء الهام المنفرد , فهي أغرت
بجاذبيتها العظيمة مثل هؤلاء العازفين الذين استطاعوا ممارسه سطوتهم على
الجمهور وعلى المؤلفين .ولكنها أيضا عرفت كيف تترك مركزها كاله فرديه وتتحد مع
فيولينات أخرى لتغنى وتتنهد وتجذب السامع كما في العزف المتحد الذي تنشده
الفيولينات معا
وأخيرا لا ينبغي أن ننسى أن ما للفيولينه من أهميه في تطور القوالب والأنماط
الموسيقية ,وبخاصة (الكونشرتو الكبير) والكنشرتو السوليت ,والصوناته.
أجزاء آلة الكمان
الصدر: وجه صندوق الاله.
الضلع الأعلى : الارتفاع ما بين الصدر والقاعدة من الرقبة إلى
الخصر.
الضلع الأسفل : ارتفاع ما بين الصدر والقاعدة من الخصر إلى نهاية الصندوق من
ناحية المشط
الضلع الأوسط : في الخصر ما بين الضلعين الأعلى والأسفل .
الخصر : المنحنى الواقع بين الضلعين الأعلى والأسفل.
النافذة الصوتية : ( الشمسية اليمني) فتحه في الصدر على يمين
الأوتار إذ كانت الرقبة إلي الأعلى.
النافذة الصوتية: (الشمسية اليسرى) فتحه في الصدر على يسار الأوتار إذا كانت
الرقبة إلي أعلى.
المشط: قطعه مستطيله مثبته في أسفل الصدر تشد فيها الأوتار .
الفرس: خشبه مستعرضه على صدر ترتكز عليها الأوتار من المشط.
الملمس : قطعه مستطيله من خشب الأبنوس تعلو الرقبة والجزء العلوي من الصدر تحت
الأوتار وليس به علامات للدساتين.
الرقبة : الجزء العلوي من الصندوق.
الأنف : قطعه رقيقه من السن في نهاية الرقبة من جهة الملاوي.
الملاوي : أو(المفاتيح) قطع صغيره من الخشب تثبت فيها الأوتار وتسوى
بواسطتها .
بيت الملاوي: الثقوب التي تثبت فيها الملاوي.
الناصية: نهاية
الجزء المثبتة فيه الملاوي